اخر الأخبار

كيف تصبح قائد ناجح

لماذا نسيء اختيار القائد :


اختيار قادة جيدين أمر صعب بلا شك، ونحن سيئون في هذا فكثيرًا ما نشكو من تدني أداء من يديرون الشركات أو المؤسسات أو الحكومات.

 ونتحسر على عدم كفاءتهم ولا مبالاتهم وافتقارهم للقدرة على التعامل مع المشكلات .

المؤلف : جيفري كون وجاي موران

تاريخ النشر : 2011

متوسط عدد صفحات الكتاب : 300 صفحة

- ملخص الكتاب ..

لماذا لا نحسن إختيار القادة الفعالين ؟

اختيار قادة جيدين أمر صعب بلا شك، ونحن سيئون في هذا. فكثيرًا ما نشكو من تدني أداء من يديرون الشركات أو المؤسسات أو الحكومات. ونتحسر على عدم كفاءتهم ولا مبالاتهم وافتقارهم للقدرة على التعامل مع المشكلات.

عندما نحاول التخلص من القادة الفاشلين، فإننا نكرر اختيار نفس النماذج، فنجد أنفسنا وقد عدنا إلى نقطة الصفر. فلماذا يحدث هذا؟ لماذا لا نحسن اختيار قياديين فعالين؟

وهنا يمكن إرجاع السبب إلى عاملين هما:

”سمات القائد“ و”كيفية تحديدها“. ”سمات القائد“ هي الميزات التي ننشدها في المرشح المحتمل. فهل يجب أن يكون متفهمًا، ذكيًا، تقدميًا ومبدعًا مثلا؟ وأي من هذه الخصائص أكثر أهمية؟ ما إن نجيب عن هذا السؤال حتى تواجهنا مشكلة تحديد ما إذا كان المرشح يمتلك هذه السمات أم لا؛ فالمعضلة هنا هي:

”كيفية الاختيار“. هل السمة المنشودة غير واضحة؟ هل يمكن قياسها؟ هل المرشح مخادع؟ كيف نقارن بين المرشحين على نحو عادل وصحيح؟ هناك سبع خصائص للتمييز بين القادة الجيدين وبين القادة السيئين، وهي:

1- الإستقامة

الاستقامة هي السمة الأساسية في أي قائد، فلا يمكن لأحد القيادة بدونها. فوفقًا لمقولة السيناتور ”آلان سيمسون“: ”عندما تتمتع بالاستقامة، فلن تهمك أية نقطة ضعف أخرى. 

وعندما لا تتمتع بالاستقامة فلن تفيدك أية نقطة قوة أخرى.“ لكن هذا قد يكون دقيقا تمامًا، فهناك جوانب أخرى للقيادة مهمة أيضًا، ولكن عندما نعد قائمة بسمات القائد، فلا بد أن تأتي الاستقامة على رأسها، باعتبارها نقطة البداية في اختيار القائد، فهي التي تحقق التكامل بين العناصر الأخرى. 

الاستقامة مثل أساس أي مبنى، فهو ليس أول ما يلاحظه الناس، لكن بدونها لن تنفعنا الديكورات ولا كل المكملات والمحسنات الجمالية الأخرى. 

في غياب الاستقامة، تصبح جميع المكملات هدرًا للطاقات. ومن المؤكد أن العناصر الأخرى مهمة كذلك، فلا أحد يريد أن يعيش في منزل بلا تدفئة وبلا نوافذ، لكن هذه المشكلات يمكن حلها. أما إذا افتقر المنزل إلى أساس قوي، فلا بد من هدمه وبنائه من جديد، فإن لم نفعل فسوف ينهار فوق رؤوسنا ونموت!

الاستقامة هي السمة الأساسية التي تعتمد عليها بقية السمات. القائد المستقيم قد يفتقر إلى الرؤية أو الحماس مثلا، لكنه سيكون في أسوأ الظروف غير كفء، وقد يحقق نتائج إيجابية على نحو ارتجالي أو يتسبب في أزمات مؤقتة. 

ولكن ينبغي الحذر من القادة الذين يبهروننا بذكائهم وجاذبيتهم الشخصية على حساب الأخلاق التي هي الأساس. فمكن لهم أن يكذبوا، ويغشوا للوصول إلى القمة، متسببين في تدمير مؤسساتهم ومجتمعاتهم أحيانا. تمثل الاستقامة جانبًا معقدًا من شخصية الإنسان،

فمعظمنا لا يدرك معنى هذه القيمة، ولذا نواجه صعوبة في تطبيقها عمليًا. الاستقامة تشمل الأمانة والثبات على مبدأ، والأخلاق الأصيلة.

 القادة المستقيمون يفون بوعودهم، ولا تتعارض أقوالهم مع أفعالهم، ويتعاملون مع الناس بعدل واتساق. كما لا يعرض القادة المستقيمون الناس للخطر والظلم من أجل مآربهم الشخصية.

تبدو الأمانة أكثر تلك الخصائص وضوحًا، لكنها تعني أكثر من الصدق، فالصدق وحده لا يكفي. القادة الأمناء مسؤولون ويتحملون تبعات أخطائهم، وهم يعلون الأخبار السيئة دون وجل، مهما كان الأمر مؤلمًا، ويشمل ذلك أيضًا تحميل الآخرين المسؤولية. تخيل مديرًا يتجنب مواجهة موظف لا يؤدي عمله بالمستوى المطلوب، فيؤجل المناقشة إلى أن يفوت أوان اتخاذ قرارات حاسمة لإصلاح الموقف. هذا ليس سلوكًا مستقيمًا.

قد يظن بعض القادة أن الأمانة تعني تجنب الأكاذيب المباشرة. فوفقًا لهذا التفكير، يصبح إغفال الحقيقة أمرًا مقبولاً، والخداع كذلك، مع أن التضليل كلمة مرادفة للخداع. صحيح أن رئيس دولة مثل الرئيس الأمريكي مثلا يجب أن يحسب حساب كل كلمة يقولها، فلا يؤدي كلامه إلى توتر أو صدمة أو يفسر خطأ بأنه متفائل أكثر مما ينبغي. فهو من أجل مصلحة بلده يتلاعب بالكلمات ويقول ما بين السطور، أكثر مما يقول فوقها، ثم يقول لنفسه: ”ليس ذنبي أنهم لم يقرأوا رسالتي جيدا.“ أو: ”أنا لم أكذب، وقد فسروا كلامي خطأ لأنهم لا يتمتعون بالذكاء.“ فالمحامي الذي يحرف الحقيقة في المرافعات ويتلاعب بالكلمات قد يكسب قضاياه القانونية. لكنه لن يكون قائدا فعالاً أبدًا.

القدرة على الخداع توضح لماذا يعد الافتقار إلى الاستقامة أمرًا خطيرًا عندما تأتي من الأذكياء الذين يستخدمون مهاراتهم المعرفية بأساليب مؤثرة يتعذر اكتشافها. فمع وصولهم إلى السلطة والمعلومات، يستطيعون استغلال مواقعهم وانتهاك الأنظمة

ومخالفة قواعد العمل المؤسسي. لكن القادة الشرفاء لا يتصرفون على هذا النحو، لأن استقامتهم تحول دون ذلك؛ فالشفافية والقيادة وفق رؤيتهم شيء واحد لا يتجزأ.

2- التفهم

من سمات القيادة الأساسية ”التفهم“، أي القدرة على مشاركة الآخرين مشاعرهم وأحاسيسهم، وإدراك ما يمر به شخص آخر من ظروف. فإذا شعر شخص آخر بالأسى أو الألم أو الإحباط أو القلق، يستطيع الشخص المتفهم ملاحظة ذلك الشعور والإحساس به كأنه شعوره الخاص.

ورغم صعوبة فهم مصدر التفهم وكيف يعمل، فيبدو أنه نابع من قدرتنا على المحاكاة. فالذين يتسمون بالتفهم يمكنهم استيعاب الحالة العاطفية للآخرين، ثم المرور بالحالة نفسها. يقصر بعض الخبراء هذه القدرة على التفهم العاطفي، ويرى آخرون أن لها

جانبًا معرفيًا أيضًا، مثل تخيل ما يفكر فيه شخص آخر. المهم أن سمة التفهم تتضمن الاستجابة للآخرين، مع فهم أدق تفاصيل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد وغيرها من الإشارات.

كون المرء متفهمًا لا يعني أنه سيتصرف دائمًا بصورة محددة بالضرورة. عندما ينطوي الأمر على فعل ما، تتدخل مجموعة من السمات الأخرى في الأمر. فيمكن أن يتفهم المرء وضع شخص أضاع مدخرات حياته في القمار، دون أن يرثي لحاله أو يساعده. التفهم يختلف عن التعاطف. التفهم يجعلك تدرك مشاعر الشخص الآخر، دون أن تعيشها فعلاً وتتعاطف معه. فمن الممكن أن يتوافق شخص ما مع شعور شخص آخر بالظلم، لكنه يرى أن هذه المشاعر لا تكفي لتعطيل الحياة وإيقاف العمل وجعل كل الآخرين ينتظرون.

التفهم عنصر هام في القيادة لأنه يخلق الثقة، ويضعها إلى جانب الاستقامة، ويمنح الأتباع شعورًا بأن مصالحهم موضع اهتمام، فينتج طاقة إيجابية.

فالأتباع الذين يشعرون بأن القائد يقدرهم، يندفعون لأداء واجباتهم بأكبر قدر من الالتزام. فكيف يحدث هذا؟

هناك سبب فسيولوجي. تشير الأبحاث التي أجريت في العلوم العصبية إلى أن سلوك المرء يحدث ارتباطًا يؤثر على كيمياء المخ لدى الآخرين. فعندما يضحك شخص ما، يُحدِث تفاعلاً متسلسلاً يستمر بشكل متكرر، ثم ينتقل إلى الآخرين. لاحظ ما يحدث دائمًا عندما تكون في السينما وتشاهد فيلمًا كوميديًا. ولاحظ أيضًا ما يحدث في أثناء المظاهرات وفي الملاعب الرياضية. فعندما ينهض أحد المشجعين هاتفًا، يتبعه الآخرون؛ ناهضين وهاتفين.

3- الذكاء العاطفي

يحفل التاريخ برجال كان بوسعهم غزو العالم لو تمكنوا من غزو أنفسهم. كان ”نابليون“ قائدًا عسكريًا عبقريًا، ولكن تسببت عجرفته في هزيمته، وكان ”هنري الثامن“ ملكًا ذكيًا متعدد المهارات، لكن شهوته أدت إلى انغماسه في ست زيجات، وإفراطه

في تناول الطعام ومعاناته من انحرافات مزاجية عنيفة أوشكت على القضاء على الخزائن الإنجليزية.

لا يختلف القادة المعاصرون كثيرًا عندما يسمحون للشر بالقضاء على أفضل ما لديهم، فجنون الاضطهاد هو ما قضى على ”نيكسون“. أما ”ماريون باري جونيور“ الذي شغل منصب عمدة ”واشنطن“، فقد ضاع مستقبله بسبب إدمان الكوكايين، وأدت سمعة ”جون ماكين“، سيناتور ”آريزونا“، كمنشق شديد الحماس، إلى إعجاب المصوتين المستقلين به عند ترشحه لمنصب الرئاسة، في حين اعتبره كثيرون شخصًا متقلب المزاج لا يمكنه السيطرة على أعصابه. تلك نماذج من الشخصيات العامة. وفي القطاع الخاص تتم إقالة المديرين التنفيذيين الذين لا يتحكمون بجماح غضبهم أو يدمنون المخدرات أو يعانون من تقلب المزاج دائمًا.

على القادة إدراك نقاط ضعفهم، كما يدركون نقاط قوتهم، وأن يكونوا قادرين على الاستماع للآخرين والانفتاح على أفكار جديدة. عليهم مواجهة تحديات جديدة، وإحسان التعامل مع كل أنماط الشخصيات. تتطلب هذه السلوكيات عقلاً ناضجًا ومنضبطًا، فكلنا نعاني من عيوب، ونواجه أيضا فرصًا للنضج، لكن مواجهة عيوبنا تتطلب جهدًا كبيرًا. في أغلب الأحيان تخفى العيوب الشخصية على الناس، لكنها تظهر في إطار الأسرة أو تظل كامنة في أفكارنا الخاصة، وحتى في العمل أو الأطر الجماعية، قد لا تبدو المشكلات العاطفية خطيرة جدا، رغم تحمل المسؤولية والضغط المحدود الذي نتعرض له.

لكن القادة يعملون تحت رقابة دقيقة ويواجهون متطلبات. وبالتالي يكون لمستوى ذكاء القائد العاطفي تأثير هائل، وبدون هذا الذكاء لا تكفي كلٌ من الحماس والرؤية والمعرفة لمساعدة القائد على النجاح.

يشير الذكاء العاطفي إلى مهارات التفوق الذاتي والقدرة على إدراك الصلة بين ما نشعر به وما نفعله، والتحكم في هذه الصلة وتطويرها، فالتفهم هو قدرة المرء على ملاحظة الملامح العاطفية للآخرين، أما الذكاء العاطفي، فيشير إلى قدرة الشخص على إدراك مشاعره الخاصة.

حظي الذكاء العاطفي باهتمام كبير مؤخرًا، ويعتبره ”دانيال جولمان“، أهم مكونات القيادة! فقد حلل نماذج من 188 شركة، وتوصل إلى أن تأثير الذكاء العاطفي على الأداء أقوى مرتين من المهارات الفنية أو القدرات المعرفية. ويتفق خبراء آخرون على أن الذكاء العاطفي سمة مهمة من سمات القيادة الفعالة ووسيلة تنبؤ رئيسية للنجاح في القيادة.

4- الرؤية

كثيرًا ما يُساء استخدام مصطلح الرؤية، شأنه في ذلك شأن القيادة ذاتها، فيتعامل معه الخبراء كما لو كان مفهومًا شاملاً يجمع كل ما لا يمكنهم تفسيره، وهذا أمر مؤسف لأن الرؤية من أهم سمات القيادة، ولا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه الرؤية.

إذ يعد امتلاك الرؤية والتمسك بها جوهر القيادة الناجحة. فوفقًا لمقولة ”فريدريك سميث“ الرئيس التنفيذي لشركة ”فيدكس“: ”المهمة الأولى للقيادة هي توصيل رؤية المؤسسة وقيمها“.

لقد درس ”وارين بينيس“ الفرق بين الفشل والنجاح المؤسسي، ثم كتب قائلا: ”يمتلك القادة الفعليون قدرة على رسم رؤية مقنعة ترتقي بالأفراد إلى مستوى جديد. وهو يرى أنه لا يوجد قائد يمتلك كل سمات التميز في القيادة، لكن كل القادة الرائعين يمتلكون رؤية. فبدون الرؤية؛ لا قيادة. لماذا تعتبر الرؤية مهمة؟ كيف يمكن لإنسان إقناع الناس باتباعه وهو لا يعرف وجهته؟ كيف يقنعهم بالتضحية بوقتهم وجهدهم دون أن يوضح ما سيجنونه لاحقًا؟ تخيل ”كولومبس“ يحاول الحصول على تمويل من من ”إسبانيا“ وإقناع بحارته بالعمل الشاق لشهور دون أن يملك رؤية مقنعة للعالم الجديد وما سيعود به من مجد وثروات. تخيل ”جون كيندي“ يحاول حشد ”أمريكا“ حول برنامج فضائي طموح دون أن يتصور الحرية والتقدم ومستقبل غزو الفضاء.

من الحكمة النظر إلى المستقبل، ولكن من الصعب النظر إلى أبعد ما يمكن للعين أن تراه. لذا فإن عدم امتلاك رؤية مستقبلية هو إحدى مشكلات حياتنا اليومية، فلا يتمكن معظمنا من رؤية أبعد من الأفق المرئي. ورغم سعة بصيرتنا أيام الطفولة، فإننا نفقدها تدريجيًا، ونتحول إلى كائنات روتينية، حين نصبح مقيدين بالقواعد والتوقعات المفروضة من الواقع المحيط بنا، فنفقد طموحنا وننسى أحلامنا ونخسر تفاؤلنا، فلا نفكر دائما بأن الأفضل لم يأت بعد. يتسم القادة ذوو الرؤية باتساع بصيرتهم وجموح خيالهم على نحو مفرط، فيمكنهم التطلع إلى المستقبل بشيء من الإعجاز والإيمان بإمكانية تحقيقه. يركز أغلبنا على ما سيحدث الأسبوع التالي، أو على التقرير ربع السنوي، أو الانتخابات التالية؛ بينما ينظر القادة ذوو الرؤية إلى ما هو أبعد من المشتتات والإلهاءات اللحظية، ليتوصلوا إلى أفكار عظيمة.

5- الحكمة في الحكم

الحكم الرشيد عنصر أساسي في القيادة الفاعلة، سواء في الإدارة التنفيذية، أو في أرض المعركة، أو في موقع تصوير فيلم سينمائي، تمثل القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة أمرًا ينبغي على كل قائد التمتع به. الرؤية تمنح التابعين هدفًا عامًا مهمًا؛ فتلهمهم من خلال صورة متوقعة للمستقبل، وهذه هي الغاية.

ويمثل الحكم الرشيد القاعدة التي يعتمد عليها الجميع للوصول إلى هذه الغاية، لأن إصدار الأحكام يمكِّن القائد من توجيه أتباعه من النقطة أ إلى النقطة ب.


كيف تصبح قائد ناجح ، كيف تصبح قائد ناجح ، كيف تصبح قائد ناجح ، من هو القائد الناجح ، القائد الناجح ، كيف تكون قائد ناجح ، كيف تكون قائد ناجح ، كيف تصبح قائد ناجح .


ليست هناك تعليقات